اسطوره الفنان المعذب (( فينسنت فان جوخ ))

فينسينت فان جوخ
بورتريه ذاتي ل فان جوخ


ولد فان جوخ فى 30 مارس 1835 فى زاندرت بجنوب هولندا
لعائله بروتستانتيه من الطبقه المتوسطه
والده من كبار شخصيات البلده وكاهنها وعمه من كبار تجار اللوحات الفنيه و والدتها تنحدر من عائله ثريه تعمل ايضا بتجاره الاعمال الفنيه
وكانت عائلته من كبار عائلات تلك المنطقه الريفيه
وكان طفلا ثانيا بعد طفل فقدته الاسره يحمل نفس الاسم ( فينسينت فان جوخ ) فكان دوما فى طريقه للكنيسه يمر على قبر اخيه .. قبر فينسينت فان جوخ
وهو ما ترك اثره النفسي على شخصيه فان جوخ
صوره لمنزل عائله فان جوخ

عرف فان جوخ بغرابته وانعزاله عن المجتمع فكان يقضى غالب وقته فى النوافذ يتامل الماره ويغامر بالنزهات الطويله تصل لساعات فى حقول الذره وهو امر لم يكن اعتياديا لطفلا لم يتجاوز العاشره
ومن هنا يبدء ارتباط واتصال قوى بين فان جوخ والطبيعه
فى الحاديه عشر من عمره تم نقله الى مدرسه داخليه بعيده نسبيا عن القريه .. بسبب خوف والده عليه من الانخراط وابناء الفلاحين فى مدرسه القريه
انزوى كثيرا فى عالمه الخيالي وانهمك بين الكتب والدراسه فتعلم الفرنسيه والانجليزيه والالمانيه
فى عمر السادس عشر تم ارساله الى العاصمه الى عمه والذى كان يراس حينها رابطه تجار الفن والتى كانت مهيمنه على سوق الفن الاوروبي
عانى فان جوخ طوال حياته من العزله الا من شخص وحيد هو اخيه ثيو والذى انضم ايضا لنفس العمل بالتجاره باللوحات فكان بينهما خطابات كثيره واحاديث كثيره حول الفن افت على فان جوخ الكثير من المعلومات وعززت اكثر من ارتباطه بالفن
فى عمر العشرين وكان قد انتقل حينها من هولندا الى باريس ثم الى لندن .. احب فان جوخ فتاه اسمها يوجين ولم يعترف بحبه لها الا بعد اكثر من عام على لقائهم ولكنها رفضته لانها كانت فى ذاك الحين مخطوبه بالفعل
بدات صدمه جديده فى حياه فان جوخ دفعته للعزله اكثر فغرق فى الدين والكتابات الدينيه والكتاب المقدس وكتب حينها الكثير من الرسائل والتى يمكن وصفها بالهذيان الديني
رغب فان جوخ حينها ان يصبح واعظا وان يقدم روحه للدين وساعدته الاقدار بان التحق ببعثه دينه الى بلجيكا
فى بلجيكا تحديدا فى بوريناجى انهمك فان جوخ وسط عمال المناجم متاثرا بهم وكتب بعض الرسائل واصفا حالهم البائس ورسم بعض اللوحات يجسد فيها معاناتهم ..
فى بلجيكا قدم فان جوخ نفسه لعمال المناجم كمنقذ يرشد الناس الى الايمان كسبيل لانقاذهم ..
عاش كناسك .. ينام على الارض .. يقطع قمصانه ليصنع منها ضمادات .. يقدم الجبن للفئران بنابع الحب لكل الكائنات .. فاعتبره الناس رغم حب الصغار والكبار له الا انهم اعتبروه مجنونا خاصه بعدما وصل به الامر الى التعصب الدينى الشديد وما اثار مخاوف الطبقه المتوسطه مع تجاهل الطبقه الكادحه المتاثر بها
فى عمر السابعه والعشرين يرحل فان جوخ عن بوريناجى الى بروكسل ليبدء مشوار جديدا هو ان يصبح فنانا
قدم فان جوخ فى اكاديميه الفنون البلجيكيه فششكوا المعلمين فى موهبته حتى اطلعهم على لوحاته فلم يقبلوا بان مثله يمكن ان يصبح فنانا فى هذا العمر المتاخر
بدء فان جوخ بتدريب نفسه بنقل الرسومات الموجوده فى كتب التدريب والتدريب على نسخ الاعمال الفنيه كلوحه الزارع لميلت وليعزز من تدريباته لجاء للتعلم على يد انتون ماوف والذى كان حينها متزوجا من ابنه عم فان جوخ
وبدء ماوف بتعليمه الرسم وقدم اولى تدريباته الزيتيه فى عمر الثامنه والعشرين بلوحه للطبيعه الصامته بدعم من ماوف ولكن لم يكن له الصبر الكافى للتعلم فرحل فان جوخ لريف هولندا وبدلا من رسم الطبيعه انهمك فى رسم الفلاحين والوجوه البائسه
انهمك فان جوخ لاكثر من سبع اشهر فى التحضير لمجموعته الفنيه التى تجسد الطبقه الكادحه والوجوه البائسه منها لوحه اكلو البطاطا .. ولكن هذا النوع من الاعمال لم يثير اعجاب الكثير من الناس ليعود الى انتون ماوف يائسا ومفلسا ايضا
لوحة اكلوا البطاطا

فى الثلاثين من عمره ادمن فان جوخ الكحول وارتياد حانات البحاره ومنازل الدعاره .. واصيب فان جوخ بمرض الزهري
رسم فان جوخ لوحه راس الهيكل العظمى والسيجاره المشتعله بعدما علم بمرضه وانه تبقي له فقط اعوام قليله يحياها

لوحة راس الهيكل العظمي والسيجاره المشتعله

بضغط من المرض وقله المال لجاء فان جوخ للعمل مع اخيه والذى كان يمتلك معرضا لبيع اللوحات الفنيه فى باريس
فى باريس تاثر فان جوح بالاعمال الانطباعيه واعتبرها مصدر الهام ووحى له بما فيها من الوان زاهيه وضربات لونيه
وتاثر ايضا بثقافه الاعمال اليابانيه والتى برزت فى اوروربا فى تلك الحقبه وصنع لنفسه مزيجا من الشكلين الفنيين واخيرا وجد فان جوخ اسلوبه الذى سيعرف به
لوحه لفان جوخ متاثرا بالثقافه اليابانيه
فى عمر الخمسه والثلاثين ومع بروده الشتاء فى باريس رحل الى الجنوب بحثا عن الدفء الذى ينتاسب مع مرضه ومكث فى قريه تسمى ارل بمساعده اخيه ثيو الذى وفر له منزلا يقيم فيه ويمارس فيه صناعه الفن وهو ما يطلق عليه البيت الاصفر
المنزل الاصفر

من جنوب فرنسا خاطب فان جوخ اصدقائه من الفنانين منهم سيزان وجوجان وبيسارو وغيرهم يقنعهم بالقدوم والعيش فى هذا المكان الذى راى فيه مستقبل الفن حسبما وصف فى خطاباته رغم تجاهل ولا مبالاه المجتمع الجنوبي به او باعماله .. وكذلك كانت ردود الرسامين عليه سلبيه لم يلبي دعوته ايا من الرسامين الذين خاطبهم الا جوجان الذى قبل بدعوته وقدم للعيش معه فى المنزل الاصفر فكانا يقيمان ويرسمان فيه
لوحه لحجزه فان جوخ .. حجره فى ارل

استمر جوجان وفان جوخ بالعمل سويا وسعي كلا منهم لتحفيز الاخر على العمل ولكن سريعا ما انقلب الحال نظرا لاختلاف الرؤي الفنيه واسلوب كلا منهم (( يقول جوجان فى هذا الشان .. فينسينت يري ان طريقه التلوين مهمه .. وانا امقت التلاعب بضربات الفرشاه )) وايضا مع فقدان مساحه الخصوصيه لكلا منهم
عاد فان جوخ من جديد لتناول المسكرات وبدء سقوطه فى هاويه مظلمه .. يقول جوجان ان كثيرا ما كان يكتشف فينسينت يراقبه اثناء نومه وتوالت بينهم الشجارات وتوترت علاقه الصديقين .. ليقرر جوجان مغادره المنزل الاصفر نهائيا
خرج جوجان من المنزل الاصفر مغادرا ليلحق به فان جوخ ممسكا بسكين .. وبعد تبادل النظرات الصامته بين الصديقين يعود فان جوخ للمنزل ويقطع جزء من شحمه اذنه
لوحه لفان جوخ رسمها بعد خروجه من المصحه النفسيه للمره الاولى بعد حادثه قطع جزءا من اذنه

تم ايداع فان جوخ مصحه نفسيه بحكم اجباري بعدما انتابته حاله من الغضب والهلوسه مكث فيها قرابه الشهر وعاد مجددا لمرسمه ليرسم نفسه كما فى اللوحه التى تتكلم عن قطع اذنه
اودع فان جوخ مصحه نفسيه للمره الثانيه بناء على طلبات تقدم بها جيرانه للسلطات وقبل رغبه منه بالعزله .. ولكن هذا لم يحسن من حاله بل زاد الامر سوءا فعزم على قتل نفسه بتناول الطلاء اللونى وشرب التربنتين

لوحة بورتريه الطبيب غاشيه

يغادر فان جوخ المصحه النفسيه ويعود الى بارس مع اخيه ثيو الذى وفر له مكان للاقامه بنزل
فى 27 يوليو 1890 .. خرج فان جوخ للرسم فى احد الحقول واطلق النار على بطنه وعاد الى المنزل ولم يكشف عن الامر حتى اليوم التالى مع تصاعد صرخاته واحضار الطبيب الذى يعترف له فان جوخ بالحقيقه
فى 29 يوليو 1890 يرحل فان جوخ نهائيا عن العالم

لوحة حقول القمح

حتى هذا الوقت قد انتج فان جوخ اكثر من 700 لوحه لم ترى ايا منهم الضوء ..


Comments